الهوية هي من أكبر الأشياء الملغزة الخفية في العالم. فهي
غامضة في طبيعتها ومهمة في حاجتها و لها صفتان قيمتان منها الامتلاك و الحاجة لكون وجوداً لها و احتياج الناس إليها. إن الهوية هي أعظم سلاح لتعريف كل شيء في العالم والا لا يمكن معرفة أي شيء وجوده بدقة و حاشا أن تختفي هنا أهمية الهوية لكل من مخلوق العالم . مثلما يستحوذ كل شيء على هويته الخاصة كذلك لا يفترق الناس أيضاً منها بل تتمثل بينهم أيضاً مختلف الهويات كما من حيث الدين والجنس والوطنية والثقافة والاجتماع وغيرها في كل العالم حيث هي التي ترفع الاحترام و حالتهم من جانب و كذلك توجد من جانب آخر سبباً رئيسيا لخفض وتحدير تلك الحالة الشخصية من قبل مرتكبي سوء المعاملة في كل العالم.
أما الهوية هي شيء ممكن تبديله بمرور الوقت لأن الناس قد يتخذ متعدد الهويات في نفس الوقت كما للمثال من الممكن لأي واحد أن يكون مسلماً كهوية الدين له و هنديا كهوية الوطنية له و شاعراً كهوية الهواية والرغبة له و أستاذا كهوية المهنة له و محب الكريكيت أو مؤيد شاروخان كهوية الشوق والحب له وكذلك غيرها من الهويات الأخرى له . فلهذا أن هذه الهوية هي ملغزة وغامضة في الطبيعة ولكن رغم على ذلك تحتاج إليها الناس لتعريف أنفسهم فحسب أمام العالم . ومهما كان الأمر يرتفع هنا أمر خاص بشكل سؤالي هل العالم يعاني من هذه الهوية أم لا في هذا اليوم الحالي ؟
اذا نظرنا إلى التاريخ فهمنا كيف أثرت هذه الهوية على حياة الناس تأثيرا عميقا وكيف تعرضوا لمختلف المشاكل و القضايا و كيف أصبحوا ضحية للظلم والطغيان يوماً بالكشف عن هوياتهم فقط أمام العالم . إن التاريخ يشهد كيف ظلمت وقتلت الولايات المتحدة الأمريكية على الهنود الحمر فيها في الأيام الماضية وكيف أزاحت دولة أستراليا الناس الذين من الأرومية ولا تزال في الإزاحة حتى الآن و كذلك يظهر أيضاً تسجيل التاريخ للبنجلاديش ظلمها على الأقليات من شعب " جُمّه " و " تريبورا " و كذلك حدثت ولا تزال تحدث مختلف الحادثات السوداء المؤلمة في سائر العالم لهذه الهوية لهم فحسب. فكيف يتحرر العالم من مقاساة هذه المشاكل
فهو أهم سؤال في عصر اليوم الراهن ؟
لو أننا ننظر إلى خلفنا قبل خمسين عاما نجد امرأة معروفة لدى الجميع باسم " مَدارْ تِريسَا "( ١٩١٠-١٩٩٧م ) التي كانت مسيحية وعابدة " جيساس " الخالصة و كرست نفسها في انتشار طريقتها الدينية في كل العالم و لذا نرى أن الآلاف من الراهبات يخدمون البشرية اليوم تقريبا في أربعمائة وسبعين تبشيري في ١٣٣ دولة العالم و هذا التقدم فقط لخدمة البشرية والإنسانية. و هذا ما يوجد في الدين الإسلام أيضاً حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم على لسان النبي (ص) " لكم دينكم ولي دين " و هذا هو أكبر أثر و أعظم إشارة للإنسانية في كل العالم. و هكذا يشهد التاريخ أن هوية واحدة جاءت بالسلم و الحب و الانسجام فوق كل الهويات و فاقتها فهي هوية الإنسانية و الأخوية فحسب فلا شك ولا ريب فيه.
لهذا من المهم لأهم العالم أن يرجحوا هوية الإنسانية على الأخرى ويهتموا بها أكثر وهذا ممكن تنفيذها من خلال إمساك الهويات الأخرى من حيث الدين و الجنس و الوطنية و الاجتماع و غيرها في الحياة أيضاً . فماذا تفكرون في هذا الشأن هل هناك ترجيح هوية الإنسانية على الأخرى وكم أهميتها في هذا العصر الحالي ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
---
**Leave a Comment**
We value your feedback and thoughts! Please share your comments or questions below.
- **Name:**
- **Email:** (will not be published)
- **Comment:**
*Your input is important to us! Thank you for engaging with our content.*
--