ذكريات أليف

إن أحسنت فيما كتبت فمن الله الملك الرحمن و إن أخطأت فيما كتبت فمني و من الشيطان الرجيم، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

شرح القصيدة " ألا ليت ريعان الشباب جديد" للشاعر الأموي جميل بن معمر العذري

 


بقلم محمد أليف ، الطالب في الماجستير ، الجامعة الملية الإسلامية 





أَلا لَيتَ رَيعانَ / أيام الشَبابِ جَديدُ [1]

                                  وَدَهراً تَوَلّى يا بُثَينَ يَعودُ [2] 

  فَنَبقى كَما كُنّا نَكونُ وَأَنتُمُ

                        صديق/قَريبٌ وَإِذ ما تَبذُلينَ زَهيدُ [3]

وَما أَنسَ مِنَ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها

                              وَقَد قُرِّبَت نَضوي أَمِصرَ تُريدُ [4]

وَلا قَولَها : لَولا العُيونُ الَّتي تَرى [5]

                               لَزُرتُكَ فَاِعذُرني فَدَتكَ جُدودُ [6]

خَليلَيَّ ما أَلقى مِنَ الوَجدِ باطِنٌ / ظاهر[7] 

                      وَدَمعي بِما أُخفي الغَداةَ شَهيدُ [8] 

أَلا قَد أَرى وَاللَهِ أَن رُبَّ عبرَةٍ [ 10] 

                            إِذا الدار شَطَّت بَينَنا سَتَزيدُ [11] 

إِذا قُلتُ ما بي يا بُثَينَةُ قاتِلي [12] 

                           مِنَ الحُبِّ قالَت : ثابِتٌ وَيَزيدُ [13]

وَإِن قُلتُ رُدّي بَعضَ عَقلي أَعِش بِهِ

                              تَوَلَّت وَقالَت ذاكَ مِنكَ بَعيدُ [14]

فَلا أَنا مَردودٌ بِما جِئتُ طالِباً

                                وَلا حُبُّها فيما يَبيدُ يَبيدُ [15] 


جَزَتْكِ الجَوازي يا بُثَينَ سَلامَةً [16] 

                           إِذا ما خَليلٌ بانَ وَهُوَ حَميدُ [17] 

وَقُلْتُ لَها بَيني وَبَينَكِ فَاِعلَمي

                               مِنَ اللَهِ ميثاقٌ لَهُ وَعُهودُ [18]

وَقَد كانَ حُبّيكُم طَريفاً وَتالِداً 

                               وَما الحُبُّ إِلّا طارِفٌ وَتَليدُ [19]

وَإِنَّ عَروضَ الوَصلِ بَيني وَبَينَها [20]

                      وَإِن سَهَّلَتهُ بِالمُنى لَكَؤودُ/لصعود [21] 

وَأَفنَيتُ عُمري بِاِنتِظارِيَ وَعدَها

                          وَأَبلَيتُ فيها الدَهرَ وَهوَ جَديدُ [22] 

أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً [ 23]

                        بِوادي القُرى إِنّي إِذَن لَسَعيدُ  [ 24]  





.................................................


[1]ريعان : الفترة الزاهية للشباب ( ريعان العمر : أوله و عزه)

[2] تولى : أخذه ( الدهر) صديقا  

[3] صديق : المراد به " حبيبته " يُستخدم مذكرا و مؤنثا كلاهما ، تبذلين : تنفقين معناه هنا " تُحدِّثين" ، زهيد : قليل 

[4] نِضو : مفرد أنضاء معناه " ضعيف " وهنا المشار إليه هو" الراكب الضعيف" للشاعر.

[5] العيون : جمع عين معناه المجازي المراد به هنا الناس / الجواسيس أي إطلاق الجزء وإرادة الكل. 

[6] فدتك جدود : بذلتْ إليك أو في سبيلك جدودي أنفسهم / فديتك بجدودي ، هذا هو أسلوب من أساليب العرب لإظهار الخشوع والتواضع وكثرة الحب لأحد.

[7] خليلي : إشارة إلى نفسه، الوجد : عاطفة الحب، اللفظ المستعار المشبه بالإنسان و هذه استعارة مكنية لأن قال الشاعر أنه يلقى بالوجد كما يلقى الناس بالناس.

[8] الغداة : مفرد غدوات ، معناه وقت ما بين الفجر و طلوع الشمس أي بكرة و أول النهار، شهيد : الأحد الذي يشهد و يطلع على شيء ( شبه دمعه بالإنسان الذي يشهد بكل ما يخفي الشاعر و هذه استعارة مكنية ) 

[9] رب عبرة : رب هنا بمعنى " الكثرة " اي عبرة كثيرة 

[11] شطّتْ : بعُدتْ

[12] قاتلي من الحب : حبه هو قاتله ( " الحب " أيضاً هنا لفظ مستعار شبه بالإنسان اي هذه استعارة مكنية) 

[ 13] ثابت و يزيد : اي حبه ثابت و يزيد 

[ 14] ذاك منك بعيد : أي قد ابتعد منه العقل ( هنا قد شبه العقل بالإنسان الذي يريد الشاعر العيش به أي هذه أيضاً استعارة مكنية) 

[ 15] يبيد : يهلك / يخرب 

[16] الجوازي: جمع جازية معناها ما يجازى به المرء من ثواب أو عقاب .

[17] خليل : حبيب ، المشار به إلي " جميل بن معمر" ، بان : ظهر 

[18] ميثاق : مفرد مياثيق / مواثق و هو معاهدة و اتفاق بين شخصين أو أكثر، عهود : جمع عهد و معناه ميثاق أو يمين أو وعد .

[19] طريفا و تالدا / طارف و تليد : منذ القديم حتى الآن 

[20] عروض : جمع عرض معناه سعة اي هنا سعة الصلة .

[21] كؤود / صعود : صعب 

[22] أبلى : أخلق و أتلف ( إتلاف الشيء الجديد ) 

[23] أبيتن : قضيت الليل 

[24] وادي القرى : وادي من أودية شبه الجزيرة العربية ، .فهي في شمال الحجاز وعلى مقربة من المدينة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

---
**Leave a Comment**

We value your feedback and thoughts! Please share your comments or questions below.

- **Name:**
- **Email:** (will not be published)
- **Comment:**

*Your input is important to us! Thank you for engaging with our content.*

--